30.9 C
Khartoum
الإثنين, سبتمبر 1, 2025

همس الحروف .. عودة النور وانتصار الإرادة في الولاية الشمالية .. ✍️ د. الباقر عبد القيوم علي

☘️🌹☘️

هذه الحظة التي طال انتظارها ، ليطل الفرج بعودة الكهرباء إلى الولاية الشمالية ، ويعود النور إلى تلك القلوب التى أنهكها الظلام ، وأتعبها الصبر ، وكظم الغيظ .

لقد كانت أيام الانقطاع قاسية ، وهي ظروف مقدرة ، فهكذا تكون الحروب ، فقسوة هذه الفترة لم نكن فقط في عتمة الظلام ، ولكنها كانت في تعطيل العجلة التي تدور بها حياة الناس ، فكم من مزرعة كانت تنتظر رياً حتى ماتت وهي واقفة ، وكم من بيوت أُطفئت فيها مصابيح الطمأنينة ، ولكن رغم الألم و حجم الخسائر الكبير إلا أن إنسان الشمال كان صابراً محتسباً ، لأنه كان ينظر إلى الأفق بعين الرجاء والأمل .

اليوم تعود كهرباء سد مروي ، لتعيد للناس ثقتهم في الدولة ، وهذا حلم كان من الصعب تحقيقه لو لا جنود شركة الكهرباء المجهولين الذين لا يعرفهم الناس بأسمائهم ، وأنما بأفعالهم ، فكانوا يصلون ليلهم بنهارهم ، واليوم يفتحون صفحة جديدة من الثبات واليقظة ، صحيح أن المدة قد طالت ، وأن حجم الخسائر كان فادحاً في الزرع والضرع ، ولكن مواطن الولاية الشمالية كان يعلم تمام العلم بأنه هو قلب الاستهداف من قبل هذه المليشيا وأعوانها ، وأن ما حدث في هذه الولاية منذ بداية الحرب كان فصلاً من فصول المؤامرة ، لأنهم متأكدون أنما حدث لهم كان لإعدام وجوديتهم ، وهذا ما أراده العدو لكسر إرادة هذا الشعب و لكن هيهات .

المليشيا ومن يخطط لها يجهول أن إنسان الشمال فيه ما يكفي من الإيمان والعزم ليجعل من كل محاولة للنيل منه سبباً في مزيد من الصمود ، فما حمله الناس في صدورهم طوال فترة الانقطاع من صبر وغبن ، تحول اليوم إلى وعي ، وشكل غضباً هادراً لن يهدأ حتى ينال مواطن الولاية حقه من آخر مرتزق يبقى على قيد الحياة .

وعلى الرغم مما حدث ، فإن قلوب الشماليين لم تفقد لحظةً واحدةً إيمانها بأن النور سيعود ، وأن الباطل مهما طال أمده لا يُمكن أن يغلب إرادة الحق .

لقد ظل المدفعجي ، قائد ركب الولاية سعادة الفريق ركن عبد الرحمن عبد الحميد إبراهيم يقاتل في كل الجبهات ، وحاضراً في كل الميادين ، ومتقدماً الصفوف ، لا يعرف للكلل طريقاً ، ولا للملل مكاناً ،
يتنقل بين الأرقام والتقارير كما يتنقل بين مدن و قرى الولاية ومواقعها ، يتابع بحزم ويشرف بثبات وبعزم لا يلين ، وإصرار لا ينكسر .

هو في كل الميادين ، ظل متقدماً ولم يتأخر ، وواقفاً على الأمور بنفسه لا متفرجاً ، يحمل هم الولاية في قلبه ، وواضعاً إياها نصب عينيه ، حتى إنتصرت الإرادة ، وثبتت العزيمة، وظهرت ثمرة المثابرة في أحد الميادين ، وهذا النصر لم يكن صدفة ، وخصوصاً أنه كان نتيجة تعب وسهر ومواقف عصيبة ، وما النصر إلا من عند الله وهو آت لا محالة بإذنه تعالى .

فيا من تأثرتم ، ويا من تضررتم ، ويا من صبرتم على العتمة والبؤس والشقاء ، ها هي الكهرباء تعود إليكم ، وتحمل معها الحياة كما كنتم تعرفونها ، وستكون أجمل من السابق بإذن الله ، لأنها عودة بعد ألم ، وضياء بعد عتمة ، وانتصار بعد معركة .

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، والحمد لله على نعمة النور ، ونعمة الرجال الذين لا يعرفون الهزيمة مهما تكالب عليهم الأعداء .

نصر من الله و فتح قريب و بشر المؤمنين

أخبار اليوم
اخبار تهمك أيضا