☘️🌹☘️
الفريق ركن عبد الرحمن عبد الحميد والي الولاية الشمالية بما عُرف عنه من حسمٍ عسكري إلا أنه في الجانب الآخر يمثل الأبوة الروحية لكل شباب الولاية ، بوصفه الأب العام لشباب الولاية ، وبذاك الهدوء الاجتماعي المعروف عنه ، يمسك اليوم بزمام مبادرة إجتماعية تمثل معركة كبرى من نوعٍ آخر من معارك ترميم النسيج الاجتماعي ، وإعادة الحياة إلى مجراها الطبيعي ، حيث تُزرع بذور الفرح في تربة أثخنتها الحروب بالجراحات والآهات .
في حي الديم أحد أحياء مدينة دنقلا العاصمة ، احتشد الناس في كرنفال زواج العفاف الجماعي الأول في هذا الحي ، الذي خاطبه السيد الوالي ليؤكد للحضور أن العمل الاجتماعي لا يقل أهمية عن أي جبهة من جبهات الحروب ، وقد ألقى السيد الوالي الضوء على ما خلّفته الحرب ضد المليشيا من أضرار إجتماعية ، وخصوصاً أنه موقن بأن هذه الآثار لا تجبر إلا بالبسمة ، ولا يتم ترميمها إلا بإدخال الفرح في الأسر ، ولا يُعاد بناؤها إلا بميلاد طفل جديد يولد في حضن أسرة متماسكة ، وبهكذا صورة تكتب الولاية الشمالية فصلاً جديداً من فصول الحياة عنوانه أن الفرح لا يموت ، وأن في كل مكان شهيد ستُعقد زيجة ، وسيولد طفل ، وستُغرس زهرة .
فكل زيجة كما أراد لها السيد الوالي ، هي بمثابة رد رمزي على كل شهيد غاب ، وكل صوت زغاريد في حفل زواج جماعي هو صدى معاكس لآهة من قلب كل أم مفجوعة بفقد إبنها ، أو وطنٍ مجروح بفقد أبنائه ، إنها فلسفة بناء تقف على الطرف الآخر من الهدم ، وتستنبت الفرح من بين الأحزان ، وتفتح شبابيك الحياة في جدار الفقد .
رعاية حكومة الولاية لمثل هذه المبادرات هي موقف أخلاقي ورؤية استراتيجية ، ترى أن المجتمعات المتماسكة مبنية على الحب ، والعفاف ، والتكافل ، وهذا ما يؤسس له رباط الزواج الذي يصون الشباب من الضياع ويمنحهم فرصة حياة تبدأ منذ تأسيسها مستقرة ، لا تثقلها تكاليف الأفراح الباهظة ، ولا تحاصرها الظروف الإقتصادية الصعبة لان هذا الامر كله يقوم على التكافل الإجتماعي .
تحدث السيد الوالي أيضاً عن التعليم والصحة والمياه ، ولم يكن ذلك شيء منفصل عن المناسبة ، فكل ما ذكره هو جزء من نسيج واحد ، لأن الأسرة التي تبدأ في ظل دعم اجتماعي واعٍ ، تحتاج إلى بيئة تعليمية جيدة ، وصحية خالية من الأمراض ، ومياه نقية ، و كل ذلك يحفظ للأسر كرامتها . فـمعركة الكرامة والتي أشار إليها ليست دفاعاً عن الأرض فقط ، ولكنها أيضاً تمثل صوناً عن هذه المعاني الجميلة التي تجعل الإنسان قادراً على البقاء ومتماسكاً في وجه الانهيار .
إنها لحظة من أجمل اللحظات في ظل هذه الظروف ، حين يتحول سعادة الجنرال عبد الرحمن عبد الحميد إبراهيم من رجل عسكري قح إلى راع لفرح أبناء الولاية ، ومن قائد ميدان إلى صانع أمل ، فحينما تضع أوزارها ، ستترك خلفها مسؤوليات أخلاقية لا تقل وطأةً عن ميادين القتال ، ومسؤولية الفريق عبد الرحمن عبد الحميد اليوم هي أن يُعيد لهذه الأرض اتزانها ، لا بالسلاح ، و لكن بميلاد أسرة وصوت طفل ، وقصة حب تبدأ بين شابين يحملان مستقبل الولاية على أكتافهما .
و حتماً سننتصر و نفرح بإذن الله تعالى