في زمن تتسارع فيه الأحكام يصبح الإنصاف عملة نادرة ومع ضجيج المنصات وتزاحم الأصوات كثيرا ما تغيب الحقائق وسط زحام الانطباعات المسبقة فنظلم الأشخاص قبل أن نقرا التجربة كاملة بالوقوف على واقع الاشياء دون انطباع وستظل تضارب المصالح السيف الذي يخرق جسد هذه الامة ما سطرته قلم الاستاذة رشان اوشي وما تناولته الميديا في حق والي الولاية الشمالية يجافي الحقيقة تماما واقول لها ولهم على قلتهم أن من سمع ليس كمن راى ووقف على الارض فالولاية التي تسلم زمامها السيد الوالي لم تكن في وضع سهل او مريح فظلت مثقلة بملفات معقدة وشائكة على رأسها حماية حدودها المكشوفة مع ولايات ملتهبة، بينما كانت غالبية قواتها تشارك في معارك الجزيرة وسنار والخزطوم وبعد ان تعافت تلك المناطق كان حريصا على تامين الولاية فمنذ اليوم الأول أعلن ان أمن الولاية سيكون من أولويته القصوى ليس بالشعارات بل بالخطوات العملية فاستعاد القوات التي كانت تقاتل خارج الولاية ودعمها بقوات ضاربة وصلت من جهات عدة، حتى أصبحت الولاية اليوم في أفضل حالاتها الأمنية من حيث الجاهزية والعتاد هذه الخطوات لم تكن مجرد تحركات عسكرية، بل رؤية متكاملة لصد أي اعتداء أو تهديد محتمل وهي الرؤية التي اثمرت عن الجدية في التعامل مع احتلال جزء من أرض الولاية عبر نفرة شعبية لدعم القوات المسلحة الموجودة بالولاية ماديا ومعنويا وذهب قدما باتخاذه قرارا جريئا لم يرضَ عنه البعض حين ضم كل الحركات والأجسام إلى المقاومة الشعبية تحت قيادة موحدة للقوات المسلحة بعيداً عن سياسة الجزر المعزولة، وهو ما رفع درجة الانضباط وضمان وحدة القرار الميداني وعلى الصعيد الإداري لم يغفل من ضبط المال العام؛فأوقف كل أشكال التحصيل غير القانوني ووضعها تحت رقابة وزارة المالية بما يضمن الشفافية ومنع الهدر؛ وفي ملف الخدمات تابع عن قرب قضية الكهرباء التي أنهكت العاصمة الإدارية نفسها وبقية الولايات وظل على تواصل مستمر و مباشر مع الجهات الفنية والمركز لحلها.في مجال الإعلام، فقد اتبع سياسة الأبواب المفتوحة، مؤمنا بان الكلمة الحرة شريك في البناء لا أداة للهدم. فتح المجال أمام الإعلاميين والكتاب والمبدعين عبر المجلس الأعلى للثقافة والإعلام، ومنتدى الإعلاميين والدراميين وصندوق دعم المبدعين الذي شارف على الاكتمال كما استقبلت الولاية كبار الأقلام من أمثال الاستاذ جمال عنقرة واعضاء مركزه كذلك الطاهر ساتي ومحمد الصادق ورمضان محجوب و مصعب محمود، ومحمد أحمد كباشي، في تأكيد على أن الصحافة الحقيقية تطرح الحلول وتقرأ المشهد بعمق، بعيدا عن نزعات التجريح ومحاولات التقزيم.
خبرة الوالي المتراكمة، ومعرفته الدقيقة بجغرافيا الولاية وطبيعة أهلها مكنته من امساك الملفات الحساسة بثقة وحسم وهو يدرك تماما خطورة من “يضع السم في الدسم”، ويعلم ما يعنيه “قفل البلف” في مثلث الولاية وما يترتب عليه من تفلتات أمنية
اقول انه من الإنصاف وان الإنصاف يقتضي أن نمنحه الفرصة الكاملة لترتيب البيت الداخلي قبل أن نطلق أحكامنا النهائية فالمعركة أكبر من أن تختزل في ٣شهور والتاريخ لن يذكر من انتقد على عجل بل من وقف داعما في اللحظة التي كانت فيها الولاية بحاجة لكل صوت شريف ويد مخلصة فلنكن جميعا على قلب رجل واحد، فالمعركة معركة بقاء، والانتصار فيها ليس خيارا بل ضرورة..
ودعوتي للاستاذة ابنة الولاية الوقوف على المشهد ونقل الواقع دون انطباع
ودمتم