30.9 C
Khartoum
الإثنين, سبتمبر 1, 2025

همس الحروف .. رد على حملة التشويه ، والدفاع عن الكفاءة والصمت النبيل.. ✍️ د. الباقر عبد القيوم علي

☘️🌹☘️

برز الثعلب يوماً في شعار الواعظينا
فمشى في الأَرضِ يهذي ويسب الماكرينا

بهذه القصيدة الخالدة رسم أمير الشعراء أحمد شوقي مشهداً بليغاً لما نراه اليوم من خبث بعض النفوس المريضة ، يلبسون أقنعة النصح والإصلاح ، وهم في حقيقتهم لا يسعون إلا للفتنة ، ولا يتحركون إلا بدوافع الحسد ، و الطمع في موقع من مواقع النفوذ ، يتحدثون كما الوعاظ ، يلوكون كلمات التقوى ، ويضربون على أوتار العاطفة ، وكأن لديهم غيرة على الوطن ، ولكن باطنهم مسموم ، وأهدافهم شخصية ومعلومة ومفضوحة للجميع .

هكذا دائماً يخرج علينا من أراد أن يتقمص دور الحريص على الولاية وأهلها ، فيطعنون في الكفاءات ، ويقدحون في الشخوص ، ويطلقون الاتهامات جزافاً في حق النزاهة ويستهدفون القادة ، والإدارين المشهود لهم ، فكان من ضمن هؤلاء الأستاذ محجوب محمد سيد أحمد أمين عام حكومة الولاية الشمالية ، فيظهر بين سطور هؤلاء نواياهم الخبيثة ، التي تحاول النيل من شخصية هذا الرجل ، و نزع الثقة منه ، وزرع الشكوك حوله .

لكن ما بني على الحقد لا يصمد كثيراً أمام الحقائق ، والتاريخ كما هو معروف لا تكتبه مجالس القيل والقال ، فيصنعه الفعل والعمل والانضباط ، وهذا ما سنبينه في هذا المقال .

يظهر من آن لآخر بعض الذين يحاولون التسلل إلى المشهد عبر نوافذ الفتنة والتشويه ، فلا يقدمون رؤى بناءة أو نقد رشيد ، يتفننون في الطعن من الخلف ، والتجريح ، متخذين من الوسائط الاجتماعية منابر لتصفية الحسابات والتشويش على رموز الدولة لأسباب معلومة ، و أحيانا يكون ذلك بدون سبب أو دوافع ، ويرجع ذلك إلى خلل في تربيهم أو لمرض نفسي .

طالعتنا مؤخراً رسالة حملتها الأسافير غير منسوبة لإسم ، تداولها الناس نسخاً و لصقاً بصورة واسعة ، و هي موجهة لبريد السيد والي الولاية الشمالية ، سعادة الفريق عبد الرحمن عبد الحميد ، لم تحمل في مضمونها سوى الاتهامات الرخيصة والافتراضات الهشة ، والأساءات إلى شخص رجل قيادي مشهود له بالنزاهة والكفاءة .

وقد إدعى كاتب هذه الرسالة بأن السيد محجوب قد تم تعينه من قبل الوالي السابق عابدين عوض الله ، وتم أختياره لضعف شخصيته ، لشيء في نفس يعقوب ، وهذا الكلام محض كذب وافتراء وذلك لجهله بآلية التعين لهذا المصب ، محاولاً نقل ما يحمله من جهل إلى عامة الناس ، ويجب أن يعلم الجميع أن عملية إختيار الأمناء العامين تمر عبر ترشيحات رسمية من حكومات الولايات ، و يتم رفع ثلاثة أسماء إلى وزارة الحكم الاتحادي ، والتي تقوم بدورها بإختيار الشخص الأنسب بناءً على مؤهلاته وخبرته ، وليس استناداً إلى أهواء شخصية أو ضغوط ، وهذا الحقيقة تبري ساحة الأمين العام ، والسيد الوالي السابق مما نسب إليهما .

أما الحديث عن ضعف شخصية السيد الأمين العام ، فذلك جهل صريح ، لأن معايير القوة في إدارة الدولة. ليس بالصراخ ، ورفع الصوت وكثافة الظهور الإعلامي ، ولكن الحنكة ، والانضباط في العمل والقدرة على الإدارة والأبداع ، والعمل بصمت ، وفعالية هذا ما يصنع القائد الحقيقي ، وقد أثبت السيد محجوب كفاءته الإدارية عبر سنوات طويلة من الخبرة و العمل الإداري ، والتدرج المهني داخل الخدمة المدنية ، حتى نال ثقة الدولة في هذا المنصب الحساس .

ومن السذاجة أن يُفسر الهدوء في إدارة دولاب الدولة كدليل ضعف ، فالصمت كما هو معلوم أبلغ من أي كلام ، فالسيد محجوب رجل مؤدب ، وهادي وصامت ، لا يتدخل فيما لا يعنيه ، وهذا السلوك من شيم الحكماء ، فهو رجل دولة مكتمل الأركان ، وحتى لم يلتفت لهذه الترهات أو يقف عندها ، ولم يضيع ثمين وقته في الرد على هذه الشائعات ، أو الدخول في المهاترات ، فقل أن نجده فارغ ، فهو في حالة إشغال دائم بتسيير شؤون الولاية .

من كتب هذه الرسالة حاول إرتداء عباءة النصح ، فقد أساء الأدب ، وشوه الحقيقة و شاركه في ذلك كل الذين وسعوا دائرة النشر بالنسخ و اللصق ، فكان قصدهم إثارة الفتنة ، وليس المصلحة العامة ، فخاطبوا العاطفة من باب إدعاء حرصهم على الولاية ، ولكن هيهات أن يستطيع أحد منهم خداع الناس بمثل هذه الأمور المكشوفة ، فالنقد الحقيقي لا يتم بهكذا صورة في المجالس المظلمة و السراديب الإلكترونية .

ونقولها بوضوح للجميع إن سعادة الجنرال عبد الرحمن عبد الحميد والي الشمالية ، رجل دولة من طراز رفيع ، لا يتأثر بمثل هذه الأقاويل ولا تُحرك بوصلته الغوغاء ، وكما لا يلتفت أبداً للإشاعات ، فهو كالقطار يسير في طريق مستقيم ، ويؤمن بان الثقة والعمل بروح الجماعة هما أهم أسباب النجاح ، فالسيد الوالي لا ولن تؤثر فيه مثل هذه المحاولات اليائسة وخربشات الأقلام المريضة .

فإذا كان هنالك من يمتلك رؤية حقيقية تصب في مصلحة الولاية فمكتب السيد الوالي مفتوح على مصراعيه لكل من يحمل رؤية ، فيجب طرح الأفكار ذات الفائدة عبر القنوات الرسمية ، و بالحجة والمنطق ، فأما إسلوب الغمز واللمز والتخوين لا مكان له في مكتبه أبداً ، فكل من يختار طريق التشويه ، فلن يجد لنفسه حيز بين الرجال ، وسيظل عالقاً في مكانه إلى أن يلقى الله بسواد فعلة و عظيم حقده .

و الله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل

أخبار اليوم
اخبار تهمك أيضا